عالم آدم وحواء
بقلم: مريم الغزال
هو: واحد من المشاهير..
هي: كجل الفتيات تعيش حياة
روتينية، ناجحة في حياتها بشكل ممتاز اجتهدت أم تكاسلت.. لم تذق طعم الفشل يوما،
هذا من ناحية الدراسة والعمل، أما إن استرقنا النظر إلى بعض النواحي الاجتماعية
منها مثلا، فالفشل بها صديق الموقف، طوال سن مراهقتها وهي تحاول أن تكون ممن
يملكون أصدقاء لا يعدون ولا يحصون.. وذاك ما تحصل عليه بالضبط، وتحصد النتيجة
أيضا... النتيجة التي طالما عملت على تدمير حياتها.. شخصيتها ونفسيتها، لولا أنها
أقوى من أن تُدَمَّر... أما حظها في الحب، أي حظ؟ لا يعرف الحظ طريقا لجانبها العاطفي
أبدا، وهذا لا يزعجها بتاتا، فهي باردة المشاعر...
هو: يعيش بـأوروبا، وككل القاطنين هناك، لا
يهمهم أحد غير انشغالاتهم، ووقت فراغه شبه منعدم...
هي: واحدة من عشاقه، ما يجعلها
تختلف عنهم هو أنها تكتفي بالمشاهدة عن بعد، دون إبداء أي تصرف يجعل أيا كان يدري
أنها من المعجبين..، لكنها لا تكف عن خلق أسئلة تافهة تسأله إياها ليكلمها إن حالفها
الحظ طبعا.
27 مارس 2014 : لحسن حظها،
ولظروف خاصة، استطاع أن يجيب عن أحد أسئلتها، مما أطال بينهما النقاش، تمنت يومها
لو أن الزمن يقف عند ذاك الحدث فلا ينتهي الحديث بينهما، وكما لم تتوقع أبدا، طلب
رقم هاتفها وظلا على اتصال منذ ذاك الحين، اتصال جمع بين شخصيتين بعلاقة مجهولة
الهوية، كل ما هو واضح هو أنها ما عادت تعشق الفنان فقط، بل تعلقت بشخصه أيضا، وما
كانت تعمل من أجله، هو كبت مشاعرها قدر الإمكان خوفا من أن يدرك الأمر...
كان كل شيء يتغير مع مرور
الأيام، حتى أسلوبهما في الحوار سار نحو اتجاه مختلف تماما مما كان عليه في
السابق، بدأ لسانها ينطق بكلمات تحاول أن تجعلها تبدو طبيعية، قد لا يراها هو
طبيعية إن كان يحس بنبضات قلبها... هما في الحقيقة أمرين، إما أنه لم يكن يعير
الأمر اهتماما، وإما أنه غبي بما فيه الكفاية..
هي: صمتت لفترة، فظن أنها غارقة
في عملها، لا يدري أنها ساهت في عالم الأحلام وهي تنظر إلى صورته... عينيه
الذابلتين... ابتسامته الحنونة...
هو: تأخر عن الإجابة عن إحدى
رسائلها، سألته فأجاب ببساطة أنه منشغل، عقلها يصدق، وقلبها يخشى أن يكون ضمن
مجموعة قلوب تصطف طابورا في انتظار دورها لتلقي جواب يقطر غباء..
01 مارس 2015: سئمت المعاملة
الكاذبة، سئمت تمثيل دور الأخت الحنون لشخص تعشقه، ملت غباءه، ما عاد يغفى لها جفن
ولا ذاقت طعم الراحة منذ ذاك اليوم، كانت تلك أول مرة يضيق صدرها إلى تلك
الدرجة..، أول مرة تشعر بالتعب، أول مرة تسهر معها الدموع، دموع الشوق... القلق..
الخوف من مستقبل مجهول، أو ربما هو اليأس من حلم مستحيل...
17 مارس 2015: وككل الأيام، هي
بحاجة إلى كلمة منه تعيد الروح التي تكاد تنفذ من قبضة جسدها، روح ما أطفأ الماء
ضمأها، ولا أشبع الأكل جوعها.. وكلمة تتلو كلمة... حرف يجر خلفه حروفا... بدأت
الأمور تتوضح شيئا فشيئا، تحاول الاعتراف ثم تركض بحديثها بعيدا عن ذلك، الغبي...
أقصد من ظنته غبيا كان بارعا في سحب الكلمات من لسانها المتلعثم، نبضات قلبها تكاد
تتوقف خوفا من زلة لسانها المتوقعة... أقصد المؤكدة، زلة لسان غيرت مجرى حياة
شخصين متلبكين بين مصطلحي الأخوة والحب... زلة لسان أجبرت الطرف الثاني على
الاعتراف بكل ما يحمله قلبه من حب.. إعجاب.. وبعض الأحاسيس التي اختلطت مع
كلماتهما الهادئة وضحكاتهما الخجولة... أحاسيس كانت متبادلة منذ البداية، كل ما
كان غامضا في الأمر هو أنه كان يخشى مصارحتها كما كانت تخشى ذلك بالضبط.
27 مارس 2015: سنة من التعارف،
سنة حملت بجعبتها أخبارا تسر لها القلوب وتدمع لها العيون فرحا، وأخيرا..
هي: ركض الحظ قاصدا طريق حبها
وبنا له فيها قصرا، ومن أجل إفراغ ما كبتته ما يقارب السنة، صارت تخبره عن إعجابها
به كل صباح..، تخبره عن حبها له كل ليلة قبل أن تغفو في حلم صار الواقع بالنسبة
لها أحلى منه..
هو: قرر قلب مسار حياته تجاهها ولو
أن الأمر سيكلفه البداية من نقطة الصفر... أقسم أن يجعل السعادة ثالثهما إلى أن
تُأخذ روحهما..، صارت هي كل انشغاله، والوصول إليها بنظره حلم سيعمل على تحقيقه
مهما كان الثمن.